تحملي مسئولياتك..ترجو ان لا تتصلي مرة اخري
لكنها ابنتك وابنتي....لقد تركت لك كل شئ..الرحمة قبل.....
اغلق صوت الهاتف..هاتفته مرات ومرات..لا احد يرد
وضعت يدها..حرارة تتزايد..وجه طفلة بلا ملامح..تحول الانين والصراخ الي صمت يستجدي انفاسا معدودة..همت ناديةالي دولابها..ارتدت ملابسها..نظرت الي فلذة كبدها..قبلتها ..انحدرت دموعها علي وجهها ..علمت ان نهر دموع لا يكفي لمسح ما اصابها..اغلقت الباب..خرجت وحيدة..سارت تتمايل مجهدة في شوارع المدينة..نظرات المارة تتبع خطاها..احدهم يدعوها لعشاء فاخر في مطعم قريب..اخر عرض عليها اللقاء في شقته..ثالث لوح ببطاقته البنكية..كان الدواء هاجسها والمعدة تناديها..ذهبت مع اخرهم..جلسا في مطعم فخم..اضواء خافتة..شموع متناثرة..موسيقي هادئة..وجبة لا يعكر صفوها سوي تلك الراقدة في غرفة مظلمة هناك..تمتد يده تحت الطاولة تداعب ما تصل اليه..لم تكن تملك ايقافه ولا مشاطرته فعلته..يقف مبتسما :
ساغسل يدي
مرت دقائق..ساعات...نظراتها حائرة...بدت لها الشموع وكانها حرائق مشتعلة ..راس يدور بلا حراك...الرجل لم يعد..ياتي عامل المطعم مبتهجا :سيدتي من فضلك الحساب111