المشكلة ياسيدى أن نعيش تحت رحمة نظام باع سلامنا النفسى ولم تعد فى أبراج حمائمنا الداخلية "حمامة" واحدة ولا حتى نصف غصن من الزيتون، فمن يحكمون مصر الآن لم يكتفوا بسرقة فانلات أهالينا الداخلية، بل استولوا أيضا على سلامنا النفسى وسرقوا الحمائم التى كانت تسكن نفوسنا ليصنعوا بها سلام عيرة مع عدو يعلمون جيدا أن قلوبنا ستبكى وهى تشاهد رئيس دولتنا وكتفه يحتضن ذراع رئيس وزرائهم، يعلمون جيدا أن الحكاية مش ناقصة أن نشاهد أحضان مسئولينا وهى تمتلىء بأجساد قتلت ومازلت تقتل فى أشقائنا وأحلامنا..
أنا هنا ياسيدى أتحدث عن طمأنينة ضائعة، عن أنصاف بنى آدمين تعيش من أجل أن تكمل الطريق إلى قبورها بدون فضائح، عن وطن أصبحت نفوس مواطنيه مثل "قطع البازل" صعبة الترتيب والتركيب، عن وطن يحتاج إلى مستشفى كبير للطب النفسى، بعد أن أصبحنا نخانق دبان وشنا، نقتل عجوزا من أجل حلق أذنها الذى لا يساوى ثمن زجاجة بيرة وتمتلىء صفحات حوادث صحفنا بجرائم وأنت تقرأها تدمع عيناك بدون ذلك الماء المملح الطبيعى ..فقط تصيبها حرقة على دماء الأب التى ملأت فراش السرير على أيدى طفله ودماء الطفل التى رسمت خريطة بؤس أسرة على سرير آخر بسكين أبيه الذى قرر أن ينتحر وينحر أهله قبل ذلك حتى يكفيهم ذل السؤال وعذاب الجوع.
نسير كالأشباح فى الأرض، نركب الميكروباص أو أتوبيس الهيئة ونحصل على مساج طبيعى من الرجرجة المتواصلة لعلبة السردين التى تسيرها الدولة بجاز وسخ وتعايرنا بها فى تصريحات وزراء لم يعرفوا بعد أن الألف شىء وكوز الذرة شىء تانى خالص.
هدنة نفسية تكف فيها قطع نفوسنا المتصارعة على السرقة أو الموت بشرف، دقائق من السلام النفسى لكى نأمن شر نفوسنا حينما تنفجر خزائن الغضب، وانفجارها لو تعلمون قريب ..قريب جدا واسألوا العطشى والجعانين ومن انتهكت أعراضهم داخل أقسام الشرطة.