وتوالت على خيالي الأوقات الجميلة
همسات تمنيت أن تكون حقيقية ولو قليلة
صمتت يداي
فضمتك إلى قلب متلهف لاحتواء حبك
ما لبث أن أدمن أيام عشقك و صدك
صمتت الثواني
فجثيت على ركبتاي أتأمل خطوط يدي
أحوم بعيناي فوقها لأواسي القدر البادي
صمتت دقات قلبي
بعد أن أسمعتك إياها في ليلة سوداء
لأشفي غليلي وقلبي من كل داء
قالتها العجوز يوما
يا بنيتي مالك متسرعة الخطى متهورة
ففي سنك المراهقات يلهون بالقلوب المتضررة
قلت يا ناكرة الحزن في عيناي تمعني فيهما النظر
فلا تكفيني منك النصائح الغالية كالدرر
لقد توالت على مسامعي آلاف المرات
و حفظتها من كثر التحذير و الكرات
ارحمي لوعتي و انطقي بحرف عن الحبيب
هل في حبه لي غدر ام هو صاف كالحليب؟
توترت حروف وجهها فأجابت باستغراب
وتهجمت ملامحها و اسودت عيونها كالغراب
ألا تدرين وهو من يسهر الليالي
ضائعا بين نارين مشغول البال
الا تخجلين من جهلك أوقات اشتياقه
فانتم جيل من محبي العذاب و عشاقه
أسندت وجهي للحائط و انهمرت كلماتي
على عجوز سجلت كل أنيني و همساتي
فكسر السكوت صوت مألوف
من جهاز معروف معروف معروف
انه حبيبي يتصل ليطمئن عن أحوالي
فما عساي أرد و أنا في هذا الكوخ البالي
ابتسمت العجوز و تعالت ضحكاتها
فسممت بدني من صوتها و نبراتها
تعجبت
ألن تردي على الذي أتى بكي إلى هذا الحضيض
وصرتي تسالين كل من تلاقي لطيف القلب او غليظ
فتحت الجهاز الذهبي لأسمع صوته آتيا من بعيد
يحبني.أحسها في ذلك الصوت المتوهج السعيد
تسللت العجوز من أمامي كالسراب الغادر
فإذا بي كنت في حلم مختلط المفاهيم عابر