المسافة من القاهرة الي الوادي تبلغ حوالي تمانون كيلو متر..موقف السيارات مكتظ بالراغبين في السفر..ابو عادل وزوجته داخل السيارة التي اكتمل نصابها..عرق يتصبب..ادخنة تتطاير..اصوات سباب السائقين..بائع العرقسوس..ولد هناك معاكسا فتاه لا ترتدي سوي مالا يغطي صدرها..عدد من السائحين وضحكات ساخرة..امين شرطة يقف امام المارة طالبا البطاقات الشخصية..يبدو ان المرور امامه لابد له من اثبات البراءة وثمنها بضع جنيهات...تحركت السيارة بطيئا..الطريق قبل الوصول للهرم معبد بالمطبات..اشارة الهرم تستغرق ساعة او اكثر..بعد فترة طالت كانت السيارة علي طريق القاهرة الاسكندرية..علي الجانبين مزارع لرجال اعمال..فيلات لسيدات مجتمع..اعلانات استثمار وعقارات..ركاب السيارة كما يبدو مشارب مختلفة..شيخ يتلو ايات..قس يحمل صلبانا..شاب يتحدث عن جيفارا..سيدة تتحدث عن غلاء الاسعار..سائق الميكروباص يطلب الاجرة..اقترب الوصول..دقات قلوب تنشد اللقاء..رعب من فقدان الادمية..خوف من سؤ المعاملة..نزل الركاب جميعا..الكل استعد لتقديم البطاقات الشخصية..الجندي اوفقهم صفوفا..اخذ ينظر من اعلي لاسفل الي كل واحد منهم..جنود يمتطون احصنة ذهابا وايابا..عربات تري من نوافذها الضيقة ايادي ممتدة ..ذقون بشرية او صدي ايات او تراتيل.اوشعارات..علي بعد مسافة غير بعيدة تري اردية بيضاء لاناس حفاة معصوبي الاعين.
تقدم ابو عادل وزوجته للزيارة..المخبر قرر ان يتعاون معهم بعدما القي في سترته ما قدم له..فتش الاطعمة..القي بالادوية..مزق بعض الملابس..حرق بعضا من الكتب..نظر الي ابو عادل وزوجته قائلا:ااه الاقلام داخل علب الادوية..ممنوع الزيارة.1