عاوز يوصلك جديد الافلام والمسلسلات كل يوم ؟؟ اضغط هنا واعرف الطريقه " خدمه مجانيه "

بانوراماإم بي سي إف إمبانوراماإم بي سي إف إم

سيد الاستغفار اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت

مطلوب مشرفين .. كن واحد منهم الان

 

Share
كثيرا ما افقد لغة الوقت..وقليلا ما انظر الي ساعتي العتيقة..حتي ان تقويم السنة غالبا ما اضعه خلفي لا امامي..لكن هذا لا يمنع انني اعرف ان السنه اثنا عشر شهرا والشهر ثلاثون ويوما والساعة ستون دقيقة..هكذا علمني الشيخ عثمان حينما كنت صغيرا..وهو كثيرا ما عاني بعصاه الصغيرة في تعليمي جدول الضرب..لا انكر انه علمني الضرب


اكثر من الجدول نفسه..ما يهمني ان ذاكرتي نشطت قليلا بعد كم من ضربات الزهيمر المتتالية..تذكرت يومها تلك اسيدة التي كانت تستر تسير في وسط البلد..كانت ترتدي ملابس فلاحة مصرية اصابها الفقر المدقع..لكنها اختلفت في اشياء بسيطة وهي ان شعرها الاشقر كان يتدلي علي جنباتها وعيونها الخضر كانت ترتسم عليها ملامح الغرب..كانت تجلس علي الرصيف وفي عيونها حيرة..نظرت اليها نظرة من اراد ازالة الحيرة من عيونها ونظرة المتعجب قليلا من كينونتها...لم اكد افكر حتي نادتني..كانت كلماتها بالفرنسية..ازعم ان علاقتي بالفرنسية لا تزيد عن علاقتي بالحزب


الوطني..لكني في النهاية كنت قادرا علي استيعابها ..سالتني عن مكتب في شارع الجمهورية..اجابتها بالانجليزية بانه في مكان قريب..شعرت برغبتها في مرافقتي..لا باس..مررنا علي احد المقاهي الشعبية..دعوتها لشراب شئ ما..وافقت علي الفور..كان صوتها هادئا..وكانت كمن يشعر بارتياح لصحبتي..حدثتها عن بلادنا..كنت حريص علي ان ابدي لها كم ما لدينا من رقي وحضارة وتاريخ وثقافة..انتهينا من شراب القهوة..سرنا في شارع طويل..حكيت لها عن طيبة

شعبنا وقيمه ومثله..كان امامنا علي الرصيف المجاور كم غير قليل من القمامة.وددت لو غيرت الطريق لكني لم اعرف سواه..لم تعلق بشئ.. وصلنا الي المكتب..طلبت مني الانتظار لدقائق..انتظرت..سرعان ما عادت..لم اسالها عما كانت تفعل او ماذا تريد..اخبرتني عن رغبتها في زيارة اسوان والاقصر والغردقة وشرم الشيخ...اعطيتها فكرة عن هذه الاماكن وعن الاسعار وعن طبيعة المواصلات..سالتني عن عملي..اخبرتها بانني مترجم ..قالت ماذا لو طلبت مني ان اقوم بدور المرشد السياحي في مقابل مادي.. كان وقتها ما في جيبي ما يكفي فقط لاعادتي الي بيتي..وافقت......قمت


بالحجز لنا في القطار المؤدي الي اسوان ..اتممت الحجز..كانت اسوان ا كعادتها عروس تتالق امام الفادمين..وكانت ترتدي حلة الماضي والحاضر ..انبهرت كثيرا..ودت لو قضت عمرها كله فيها..انتقلنا للاقصر حيث المعابد التي خلقت لتبقي ..من هناك انتقلنا للغردقة..مدينه تغسل ما تبقي من تلوث باقي المدن.. امضينا وقتا علي شواطئها وجزرها من الصعب تكراره..انتقلنا الي شرم.كنت اشعر بانني غريب فيها..لكنها كانت سعيدة بها..كنت احاول دوما ان اكون انا


..حرصت علي اشعارها بعدم رغبتي في استغلالها كما يفعل الكثيرين عند مرافقة الاجانب..عدنا الي القاهرة..حجزت لها علي اقرب طائرة الي باريس..عندما وصلنا للمطار..سالتني وفي عينيها نفس الحيرة التي كانت تعتلي وجها اول مرة..الست انا جميلة؟اجبتها نعم؟الست انا جذابة؟قلت اكثر من ذلك؟فالت الست انا ملفتة لنظر الرجل؟اجبتها


نعم..........سالتني ان كنت انا كذلك فام لم تشعرني طوال الرحلة بانني كذلك...قالت بانها تعلم ان الشرقي ما هو الا زير نساء..لا تجري في دمائه سوي لغة الجسد..فلماذا لم تكن كذلك...اخبرتها بانني لست هذا الرجل الذي يمتطي صهوة لذته..ولا من يشتري الرغبة..ولا من يبتاع العشق....اجابتني لكنك رجل شرقي..اجبتها نعم انا كذلك سيدتي..انا ذلك الشرقي الذي بني حضارات واضاء كون ورسم له كيان عبر تاريخة..انا مزيج من حضارات امم وثقافات شعوب


وابتكارات عصور زاهية..سيدتي اعلم انك فاتنة.. لكني ايضا اعلم بان ما دار في راسك لم يكن كافيا لتفهمي الشرقي كما يجب ان يفهم..مدت يدها..كلنت مصافحة دافئة..رايت في وجناتها شئ لم اره من قبل..مدت لي ظرفا صغيرا..قالت لي بانه مكافاة نهاية الرحلة..شكرتها..اعدته اليها برفق..سارت الي اامام ببطء..كنت اطلب لها السلامو..لم تكد تخطو قليلا حتي عادت..كانت كمن يقول شيئا..لم اسمعها..مدت يدها مرة اخري..كانت مصافحة بطعم العناق..سحبت يدي ببطء..اسمع صوتا ينادي بسرعة المغادرة..اشعلت سيجارتي..طلبت مني ان تتهيا للرحيل..حملت حقيبتها


الصغير..نظرت الي خلف..قررت ان لا انظر الي عينيها فانا اكره الوداع.....كانت تنظر للوراء كما شعرت الا انني لم اشا ان افعل..لوحت بيدي.. واخرجت سيجارة اخري من علبتي...الغريب ان السيجارة الاولي لم تكن قد انتهت..نظرت الي ساعتي وانا لم اعتد النظر اليها كثيرا..نعم الوقت متاخر..لابد من العودة..الطريف انني لم اعرف كم الساعة بعد النظر اليها..وقتها تذكرت الشيخ عثمان الذي كان يعلمنا ان اليوم اربع وعشون ساعة والساعة ستون دقيقه..والدقيقة....ثانية

انشر هذا الموضوع

Share |
Share/Save/Bookmark Subscribe